دايما اللي من مواليد التمانينات و التسعينات بيسمع الكلمة دي كتير من أبوهم و أمهم و ناس كتيرة كبيرة في السن. و مش الكلمة دي بس. "تلاقيها أمك اللي جايباهالك" "مانتو لو كنتم اتربيتم كويس ماكنش حال البلد هايبقى مايل كده" "الله يخرب بيت جيل الفيسبوك و التويتر هما اللي جابوا البلد ورا".
الجيل الكبير دايما ساخط على الجيل الجديد عشان عندهم ثقافة مختلفة تماما عنهم. أبويا و أبوك عاشوا الحياة بطريقة تانية. جيل مواليد الخمسينات و الستينات اشتغلوا من صغرهم في الريف لحد ما أهاليهم قرروا يهاجروا للقاهرة. و هناك دخلوا مدارس و بعدين جامعة أو معهد. كان في منهم اللي بيشتغل و منهم اللي مابيشتغلش. ما علينا كان ايامها عدد السكان مش زي دلوقتي و كان الجنيه لسه بخيره. كان الموظف الي مبقالوش كتير متخرج بيقبض حوالي 12 جنيه و كانوا بيكفوه لآخر الشهر.
كانت ساعتها في فرص كتير أوي للسفر بره عشان التعليم و الشغل. كان اللي بيتخرج بتفوق من آداب انجليزي بيسافر انجلترا بعثة. و نفس الحكاية طبعا مع آداب فرنسي و ايطالي و كل اللغات الموجودة.
كانت الدول العربية بتحب تشغل المصريين عندهم. كان الأكل بتراب الفلوس و مفيش مشكلة غاز و لا زحمة عربيات فظيعة زي دلوقتي. و جت عليهم فترة الانفتاح اللي كل انسان مصري عنده فوق الخمسين سنة بيشكر فيها.
و تسأله ليه يقولك كنا متنغنغين و في فلوس كتير. بس السؤال اللي محدش سأله لأبوه و أمه هو انتم عملتوا ايه بالفلوس دي؟
تعالى نشوف عملوا ايه بالفلوس دي. اشتروا أراضي في مدن جديدة و سقعوها فترة طويلة لحد ما بقى سعر الأرض غالي جدا. بنوا عمارات و باعوا الشقق بأسعار غالية و كسبوا فلوس أكتر. اللي كان عنده أرض بيزرعها جرفها و بنى عليها بيت تلات أدوار أو اربعة عشان يجوز فيه عياله. جابوا لعيالهم أكل غالي عشان ميبقوش محرومين قدام صحابهم. و باقي الفلوس راحت على العزومات و القعدة على القهوة و لوازم رمضان و رحلات عمرة كل سنة و ديكور الشقة و العفش الجديد. و الأهم من كدة المروحة الناشونال و البلاي ستيشن 1 اللي جابوهم من سوق الحراج في السعودية.
الجيل المتنغنغ ده معظمهم بيشتغلوا ايه في مصر؟ موظفين حكوميين و مدرسين و إداريين لشركات سواء كانت خاصة أو قطاع عام. الجيل اللي بيتهمنا ده بإننا بنتدلع هو البني آدم اللي بيكفرك في عيشتك في شئون الطلبة عشان تطلع حاجة بلاستيك مالهش لزمة اسمها كارنيه الجامعة. هو الراجل اللي بيسوق الاوتوبيس و مستعجل فيخلي اختك تقع في الشارع و هي نازلة من الأوتوبيس. هو نفس الراجل اللي في المدرسة الحكومة اللي بينفضلك و يمشي بعد الحصة التانية عشان يشوف الدروس الخصوصية اللي هيدرسها. هو دكتور الجامعة اللي بيشيلك المادة اللي بتحبها عشان بيفتكر انك بتتنطط عليه بإجاباتك و يقولك التزم بالمحاضرات. هو هو أبوك اللي بيضغط عليك عشان نتبقى حاجة من اتنين..يا مهندس يا دكتور.
الجيل ده عاش في روتين و طول عمره بيحب الروتين. دايما معزول عن العالم الخارجي من حيث الثقافة و لما يفكر يبص لثقافة بره ياخد الهايف منها و يسيب المهم. الجيل ده على ايده المصانع الحكومية باظت و زراعة البلد باظت و بقينا بنشحت عشان هما مافكروش يستغلوا فلوسهم صح. الجيل ده افتكر ان الأكل الكويس و اللبس الكويس و المدارس الخاصة بتطلع البني آدم محترم بس للأسف اتضح ان الكلام ده بيخلينا بهايم و مبنفهمش. الجيل ده لما بيفكر بالمنطق بيبقى هدفه الأسمى انه يجيب فلوس كتير.
الجيل ده عاش فترة قذرة من تاريخ مصر كان كل الناس فيها جهلة و عاملين نفسهم قورين و نورين و بيفهموا. الجيل ده هاجم جيلنا عشان احنا ربينا نفسنا بنفسنا, للأسف في مننا اللي خلاص اتحول و بقى زيهم بس اللي صامد فينا ضد ابوه و امه عارف كويس انه ماشي في الطريق الصح. بصفتي واحد من الجيل الجديد و اللي تعب من ساعة ما كان في ثانوي عشان يجمع خبرة تخلي البلد دي أحسن, أحب أقول للجيل الجديد اننا مش جيل بايظ. الحشاش بيشوف اللي مبيشربش حشيش عيل سيس. و ده نفس الحال مع جيلنا و جيلهم. هما بيحبوا الفلوس الكتير اللي بتتصرف على حاجات مالهاش لزمة. للأسف تقدروا تقولوا عليهم عبيد الرفاهية. بس الجيل الجديد مش كده.
انا بقيت مؤمن ايمان تام ان حال البلد دي مش هيتحسن إلا لما الجيل الكبير ده يموت أو بقعد في بيته و جيلنا يمسك زمام الأمور. لاازم كل حاجة في البلد تبقى تحت إدارة الجيل الجديد. ساعتها, الجيل الكبير هيخرس و عمره ما هيقول كلامه ده تاني.
السير فيروتشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق